دراسة وثائقية تاريخية لرسالة موجهة إلى الشيخ أجود بن زامل بن حسين بن ناصر بن جبر العامري العقيلي الذي كان أكثر سلاطين إمارة الجبور في نجد وشرقي شبه الجزيرة العربية شهرة، وأرسلها له الوزير عماد الدين محمود بن أحمد القاواني الجيلاني الشهير بخواجة جهان الذي كان من أشهر رجال السلطنة البهمنية في الهند، واستهدف الباحث اكتشاف مضمون الوثيقة بالنسبة لمكانة السلطان أجود بن زامل، وتاريخ شبه الجزيرة العربية، وعلاقاتها الخارجية في فترة الدراسة، وقد رجع الكاتب إلى مصادر تاريخ شبه الجزيرة العربية وإمارة الجبور والدولة البهمنية، وقد مهّد لدراسته بالتعريف بالوثيقة المدروسة، وبمرسلها محمود بن أحمد القاواني الذي يرجع أصله إلى إقليم قاوان المطل على بحر قزوين، وإبحاره إلى الهند واتصاله بأحمد شاه الثاني (838-862هـ) سلطان البهمنيين في "الدكن" الذي قرّبه وأدناه حتى أصبح وزيره الأول ولُقِّب بخواجة جهان، وقد استطاع الخواجة أن يحقق إنجازات سياسية وعسكرية وإدارية وتجارية أدّت إلى أن تتبوأ السلطنة البهمنية مركزًا مهمًا في شبه القارة الهندية، وكانت هذه السلطنة على علاقات تجارية وسياسية وثيقة بحكام مناطق الخليج العربي والحجاز ومصر وإيران والدولة العثمانية، وتوضح رسائل خواجة جهان إلى أولئك الحكام عمق العلاقات بين الطرفين، وقد ركّز الكاتب على رسالة الخواجة إلى السلطان أجود، وهي لا تحمل تاريخًا، وتشير إلى تعرض سفينة تجار من رعايا أجود للقرصنة ولجوئهم إلى بلاد البهمنيين، ويرجح الكاتب انطلاق نشاط القرصنة من خليج كمبايا الهندوسي. وقد حلّل الكاتب عبارات الرسالة وكلماتها ومضامينها، واستنتج أنها عبرت عن رغبة الخواجة في فتح عهد من الصداقة والمودة مع السلطان أجود، وكشف عن وجود صلات تجارية بين شرقي الجزيرة العربية وسلطنة البهمنيين، وأهمية مركز السلطان أجود المخاطب بالرسالة المدروسة.
|