دراسة في الأجناس البشرية تبحث في شرق الجزيرة العربية كأحد مواقع تدفق الشعوب السامية، ورجع كاتبها إلى القرآن الكريم، ثم سفر التكوين، والشعر العربي، يضاف إلى ذلك المصادر في علم الأجناس وتاريخ الجزيرة العربية، وبلاد ما بين النهرين؛ واستهل بالحديث عن الأجناس البشرية وتصنيفها على الأساس الأنثربولوجي إلى الجنس الآري، والمغولي، والسامي، وعلى الأساس اللوني إلى الجنس الأبيض ويشمل الساميين والأوروبيين، والجنس الأسود والأحمر، والجنس الأصفر، وعلى أساس ما ورد في سفر التكوين في التوراة: إلى أولاد يافث، وأولاد حام، وأولاد سام؛ لكنها جميعًا توضح أهمية الجنس السامي لارتباطه بالحضارات المعروفة، وتنزل الديانات السماوية الكتابية في أراضيه، وقد أطلق العرب على الساميين العرب البائدة، وتعدّ عاد منها، ثم ناقش الباحث اختلاف المؤرخين حول المنابت الأصلية للشعوب السامية، وأراد تحقيق هذا الحدث التاريخي على مرحلتين، ناقش في أولاهما بعض الآراء التي أرجعت أصل تلك الشعوب إلى أفريقيا، وأرمينيا، وكردستان، وبابل، والجزء الأدنى من الفرات، ثم بلاد العرب، وناقش في المرحلة الثانية أيّ أجزاء بلاد العرب على وجه التحديد كانت المنبت الأصلي للساميين، أهو وسط الجزيرة العربية أم شرقها أم جنوبها؟، وبالنسبة للطّرح الأول فقد توصل إلى أن غالبية المؤرخين وثقاة المستشرقين أجمعوا على أن شبه الجزيرة العربية تعدّ الموطن الأول للعناصر السامية، واقتطف رأي المستشرق "وليام رايت ساسي" الذي أكد أن التقاليد السامية تؤبد بصورة قاطعة أن بلاد العرب كانت الوطن الأول للساميين، وهي المنطقة الوحيدة التي ظلت تحمل الطابع السامي، ثم استخلص الكاتب الأدلة التي تثبت هذا الرأي. أما الطرح الثاني المتعلق بتحديد المهد الأصيل للساميين في الجزيرة العربية ذاتها فقد جاءت معالجته من خلال البحث في تاريخ عاد، وهي تعد أقدم الشعوب السامية التي ذكرها القرآن الكريم، وقد كُشف عن وجودها في شرق وجنوب شرق الجزيرة العربية، واستدلّ على ذلك بقرآئن منها ذكر القرآن الكريم لوجودهم بالأحقاف، واتفاق عدد كبير من الباحثين وعلماء الآثار والمؤرخين على نشأة الشعوب السامية الأولى في البلاد الواقعة بين مصب الفرات وجنوب اليمن وعلى سواحل الخليج العربي
|