تابع الكاتب تناوله لسيرة الشيخ مقبل الذكير، وتناول في هذه المقالة تاريخ مقبل الذكير، ليوضح قيمته ومنهج الذكير فيه ومصادره وتقويمه، ورجع إلى كتب التراجم التي تناولت الذكير، والكتب عن تاريخ الدولة السعودية ونجد وعلمائها وقضاتها، يضاف إلى ذلك كتاب الذكير نفسه، وقد مهّد لمقالته بإبراز أمانة النقل التاريخي للوقائع في تاريخ الذكير، ثم تناول مصادر تاريخ الذكير، فهو قد عاصر كثيرًا من الأحداث وعاش وقائعها، ونقل مشاهداته، ورصد معلومات عما دار حوله وتحت سمعه وبصره من وقائع، وقد أخذ عن معجم البلدان لياقوت الحموي في كتابته عن مدن نجد وقراها، والمواقع المهمة في الحجاز ونجد وعسير واليمن، كما يتضح مما ذكره عن الأفلاج وعيونها، وقرية المصانع التي أصبحت الآن ضاحية من ضواحي الرياض، وفي حديثه عن منفوحة بلد الأعشى، وعرقة القريبة من الرياض، وأشى بمنطقة سدير، وأثيثية المجاورة لثرمداء، ثم تناول الكاتب نقل الذكير عن ابن بشر، وابن غنام حول حوادث نجد وتاريخها، ويوثق المؤرخ ذلك في قوله: "ليعلم المطلع أننا لخصنا أكثر الحوادث مستمدين ذلك من تاريخ ابن بشر"، وتناول الكاتب ما امتاز به الذكير عنهما في طريقة عرضه للأمور وبسطها للقارئ، فأسلوبه فيه تشويق وأفكاره أكثر ترابطًا في تناول الحوادث وتسلسلها، وقد ناقش ما أورده من معلومات عن ابن غنام وابن بشر وصححها، كما نقل الذكير عن أمين الريحاني بعض المعلومات عن تاريخ نجد، وأخذ عن إبراهيم بن عيسى، وإبراهيم المحمد القاضي، والكتاب الأخضر السعودي، ومذكرات سليمان شفيق، بالإضافة لنقله عن الصحف والمجلات العربية والإسلامية فيما يتصل بتحليلاتها للأحداث المتصلة بالمملكة العربية السعودية، ثم عرض الكاتب تقويمًا لتاريخ الذكير من خلال طرح الآراء المقدمة حوله، وخلص إلى أن فيه مظاهر جديدة في التأريخ للبلاد السعودية، وله منهجية مخالفة لطريقة المؤرخين السعوديين الآخريين قبله
|