دراسة تاريخية عن الأبجدية العربية يهدف كاتبها إلى بحث الكتابة العربية الشمالية وأصلها والنظريات المطروحة حولها، استند فيها إلى عدد من المصادر اللغوية والأدبية والخطاطية والتاريخية ؛ وفي اللمحة التاريخية التي يصدر الكاتب بها دراسته عالج الفرق بين اللغة العربية الجنوبية، واللغة العربية الشمالية، ثم تطرق إلى النظريات حول أصل الأبجدية العربية، ومنها نظريات التوقيف التي تذهب إلى أن الخط الذي كتب به العرب إنما هو توقيف من عند الله علمه آدم عليه السلام، ورأى الكاتب أن هذه النظرية لا سند لها من الدين أو التاريخ أو العلم، ثم أتى على نظرية الوضع التي قال بها البلاذري وغيره وتفيد بأن ثلاثة نفر من طيء هم: مرامر بن مرة، وأسلم بن سدرة، وعامر بن جعدة، اجتمعوا وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية، فأما مرامر فوضع الصور، وأما أسلم ففصّل ووصل، وأما عامر فوضع الإعجام، ثم انتقل هذا العلم إلى المدينة المنورة فمكة، ثم تداول الناس ذلك، وذكر الكاتب قصصًا متعددة غير هذه حول أصل الأبجدية العربية، وتناول تطور الكتابة العربية في أطوار شملت: الطور الصوري، فالطور الرمزي، فالطور المقطعي، فالطور الصوتي، ثم الطور الهجائي، وأورد أن أول حلقة في سلسلة الخط العربي هو الخط المصري القديم وأخذ منه، فالخط الفينيقي الذي تأثر وأخذ من الخط المصري القديم، وضمت الأبجدية (22) حرفًا، وانحدرت منها الأبجديات اللاتينية والعربية اليونانية والعبرية والروسية، ومن الأبجدية الفينيقية اشتُقَّ الخط الآرامي في الشمال، والمسند في اليمن، والآرامي تولّدت منه ستة خطوط: الهندي بأنواعه، والفارسي القديم، والعبري المربع، والتدمري، والسرياني، ثم النبطي الذي انبثقت من الأبجدية العربية، وخلص الكاتب إلى أن الأبجدية العربية إبداع سامي الأصل، ثم تطرق لمزايا رموزها وكتابتها وأصواتها وجمالها وبيانها.
|