تناول الكاتب تاريخ الدولة العثمانية وحضارتها، مستهدفًا توضيح أسباب قوتها وإنجازاتها وخصائص تاريخها، ورجع إلى الوثائق والمقالات والكتب عن تاريخ الدولة العثمانية، والدول العربية، والاستعمار الأوربي، والتنصير. وقد بدأ ببيان أصول الترك، وحياتهم، وهجراتهم، ودوافعها. وقد أوضح أنهم اعتنقوا الإسلام إبّان تحركاتهم غربًا، وعملوا على حماية الأراضي المقدسة، فدخلوا بلاد المشرق العربي لإنشاء حزام أمني حولها، ودخلت الدولة العثمانية في صراع مع البرتغاليين في البحار العربية للدفاع عن شبه الجزيرة العربية ضد الاستعمار الأوربي. وقد تكونت نظم الدولة العثمانية موزعة على تاريخها الطويل مع تكوين الدولة ونموها، واكتسب العلماء في الدولة العثمانية نفوذًا كبيرًا بسبب طبيعة مراكزهم الدينية والتعليمية والقضائية، وكان المفتي رأس العلماء المسمى شيخ الإسلام في المرتبة التالية في الدولة بعد السلطان، وكانت الدولة تطبق النظم الإسلامية وتستقي تشريعاتها من دستور المسلمين وهو القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وكان للمفتي ومن ورائه هيئة العلماء من الأئمة والقضاة التوجيه والإفتاء والرقابة، وكانت مداخيل الدولة العثمانية تُجبى وفق السنة الشمسية، بينما تصرف النفقات وفي مقدمتها رواتب الجنود وفق السنة القمرية، مما أسفر عن وجود فرق من أحد عشر يومًا تمثل عجزًا تراكم على مدى السنوات، نجم عنه على مرّ الزمن اضطراب في نظام دفع الرواتب، وقد أسهم هذا الأمر مع حروب الدولة المستمرة في البر والبحر في التسبب بأزمات مالية دعت إلى خفض قيمة العملة وزيادة الضرائب، وما أعقبها من ثورات الجند والفرسان لتأخر صرف الرواتب. ووضح الكاتب أن عصر قوة الدولة العثمانية كان العصر الذي طبقت فيه الدولة النظم الإسلامية تطبيقًا كاملاً، وتعد نهاية عصر سليمان الأول حدًا لذلك العصر. وانتهى الكاتب إلى أن عصر الضعف والسقوط للدولة العثمانية قد شهد انحراف الدولة عن تطبيق النظم الإسلامية، وحدوث ما يسمى بانقلابات إستانبول، وكثرة الفتن، وتدخلات الدول الاستعمارية الأوربية.
|