تناول الكاتب المكتبات والكتب، فبدأ ببيان أهمية المكتبة في الحياة العلمية لشتى الأمم والشعوب، وانتقل إلى بيان أهمية الكتاب كوعاء معلومات ووسيلة للمعرفة ومرجع لطلبة العلم، وتواصل دوره على مدى الأزمان في إثراء التراث، ثم انتقل إلى بيان اهتمام المسلمين بالعلم منذ بداية الدعوة الإسلامية، خاصة وأنه تنزّل على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة اقرأ، وقد كثرت الأحاديث النبوية الشريفة الحاثّة على العلم وطلبه والبحث عنه، وذكر المكتبات ودورها الوثائقي والتاريخي والثقافي، كمراكز إشعاع، تقدم خدمات المعلومات لشتى طوائف المستفيدين من الدارسين والباحثين، ومن هنا عنيت الجامعات بتأسيسها وتطويرها وتسخيرها لخدمة أساتذتها وطلابها، وهي تجمع أوعية المعلومات من شتى الأنواع والأشكال، وركّز على اقتنائها للأوعية المكتوبة وبخاصة المخطوطات والكتب النادرة وحفظها وتنظيمها وإتاحتها للرواد لاستخدامها والاستفادة منها، وتطرق إلى فضل العلماء والأدباء في وقف مكتباتهم الخاصة على مكتبات الجامعات التي تحفظها وتعمل على أن يفيد منها المحققون والباحثون، كما تطرق إلى الظاهرة التقليدية المتصلة بالعناية بجمع الكتب واقتنائها من جانب العلماء الذين يحرصون على الحصول على نفائس الكتب والمخطوطات مما يعكس حب العرب للعلم والكتاب واقتنائه، كما تطرق للجذور التاريخية لخزائن الكتب في العالم العربي ووجود بيت الحكمة في بغداد، ومكتبة الفاطميين في القاهرة، ومكتبة الأمويين في قرطبة، وأوضح مكانة الكتاب في العملية التعليمية وضرورة توافره على نحو كاف للطلبة.
|