العنوان : بين النحو والدارسين له
المؤلف : دفع الله عبدالله سليمان التنصنيف : البحوث

تناولت المقالة علم النحو بهدف توضيح الجوانب المتصلة بنموه ودراسته، ورجع الكاتب إلى مصادر النحو العربي وطبقات النحاة، وقد أخذ في مناقشة المقولات المتصلة بصعوبة النحو من جهة، وعلاقته بالمنطق من جهة ثانية، والأسباب التي أدت إلى ضعف الطلاب في النحو من جهة ثالثة، وتطوير النحو العربي وتيسيره من جهة رابعة، وبدأ بطرح بعض الآراء حول صعوبة النحو العربي، وأشار إلى أنه ربما كانت الطريقة الصعبة التي أَلف بعض النحويين كتبهم بها كالأخفش قد نفّرت الآخرين من النحو، ومما زاد في صعوبة دراسته خلط معالجة النحو بالفلسفة والمنطق، وعُدَّ علم النحو من (أوضح العلوم برهانًا، وأرجح المعارف عند الامتحان ميزانًا، وأرجع الكاتب الصعوبة التي تلصق بدراسة النحو العربي إلى لغة الكتب القديمة التي أُلَف بها النحو، وكثرة ما فيه من مصطلحات وتعريفات وتقسيمات، وكثرة الخلاف والجدل بين النحويين في كثير من المسائل النحوية، واهتمام النحويين بنظرية العامل التي تؤدي إلى تقديرات وتأويلات يرى بعضهم أنه لا مبرر لها لما لها من أثر كبير في تعقيد الإعراب، وتعليل الأحكام النحوية بالعلل الفلسفية والمنطقية، واهتمام بعض النحويين بالتمرينات غير العملية، في تدريسه، ولكن الصعوبة التي أشير إليها مبالغ فيها، لأن دراسة النحو سهلة لمن لديه الاستعداد لدراسة العلوم المنظمة كالرياضيات. وتناول العلاقة بين النحو والمنطق الذي عدّه ابن سينا خادم العلوم، ورأى الكاتب أن المنطق أفسد النحو من نواحٍ شملت الجدل اللغوي العقيم، وتعليل بعض الأحكام النحوية بالعلل الفلسفية، واهتمام بعض النحويين بالتعريفات والحدود إلى حد المبالغة، ولكن المنطق أفاد النحو في اعتماده القياس أساسًا مهما عوضًا عن تعويله على الرواية والنقل، وفي اتخاذه أسلوب التعليل الذي يخدم اللغة، ثم ناقش الكاتب أسباب ضعف بعض الدارسين للنحو العربي، ودعا إلى تبسيط النحو وتيسيره مع الحرص على دراسته في صورته القديمة المتطورة المكتملة النضج.

البحث فى المجلة