العنوان : الخلفاء الامويون من افتتاحياتهم وصايهم: الفرع المرواني
المؤلف : حامد غنيم ابو سعيد التنصنيف : البحوث

تناولت المقالة سياسات الخلفاء الأمويين المروانيين من خلال دراسة خطبهم الافتتاحية ووصاياهم، بهدف توضيح جوانب شخصياتهم وتقديم أسس الحكم عليهم وعلى منجزاتهم. ورجع الكاتب إلى المصادر التاريخية ونصوص الوثائق المتصلة بموضوع الدراسة. وقد استهل بالحديث عن ظهور الفرع المرواني عقب وفاة معاوية بن يزيد بن أبي سفيان، وبيعة أنصار الدولة الأموية لمروان بن الحكم بالخلافة، وكانت هذه البيعة بداية تأسيس دولة الفرع المرواني. وقد درس وصية مروان بن الحكم لابنه عبدالعزيز عندما استعمله على مصر. وخلف مروان ابنه عبدالملك، ويبدو أن عبدالملك كان يعمد إلى تقليد معاوية في كثير من الأمور، وقد ألقى عبدالملك خطبته الافتتاحية على منبر المسجد الأموي، وكان ذلك عقب أدائه لفريضة الحج سنة 75هـ، وحلل الكاتب خطبته الافتتاحية، ووضّح الظروف العامة السائدة في الحجاز وبلاد الشام والعراق آنذاك. لقد أراد عبدالملك بن مروان أن يرسم في خطبته الافتتاحية صورة الخليفة القوي المتحلي بمضاء العزيمة والحسم في الأمور، وحسن التدبير والحكمة في معالجة المشكلات. وقد بيّن للناس عدم تسامحه مع كل من يثور ضده أو ينشق عليه. ويبدو في خطبته التحدي والمجابهة لأهل الحجاز، في حين أن خطبة معاوية تغلب عليها روح المصالحة بينه وبين أهل الحجاز. ودرس وصايا عبدالملك التي صدرت عنه قبيل وفاته حاثًا فيها بنيه على الحزم، وعلى تقوى الله والبعد عن البغي والتحاسد، وكان لوصاياه إجمالاً مضامين سياسية ودينية واجتماعية. ودرس افتتاحية الوليد التي ألقاها سنة 86هـ، وعدّد فيها مناقب والده عبدالملك، وأوضح سياسته، وطالب الناس فيها بالطاعة ولزوم الجماعة. ودرس افتتاحية سليمان سنة 96هـ، وقد غلبت عليها الصبغة الدينية التي هيمنت أيضًا على وصاياه. ثم ناقش افتتاحيتي عمر ابن عبدالعزيز في صفر 99هـ، ووصيتين له موجهتين إلى يزيد بن عبدالملك، وإلى المسلمين عامةً. وقد أوضح عمر أنه ليس بمشرع بل مجرد منفذ للشرع، وأن من حق أبناء الأقاليم الإسلامية إبداء رأيهم في خلافته، وقرر مبدأ المشاركة في المساءلة والمسؤولية بين الإمام وأفراد الرعية، فالإمام الذي تجب طاعته هو الإمام العادل.

البحث فى المجلة