الاعداد السابقة
|
تتناول هذه الدراسة المواضع عند الحازمي، ويهدف الكاتب للتعريف بهذا النوع من الدراسات وموقعه علي خريطة علوم المسلمين، وأهميته، وجهود الحافظ أبي بكر محمد بن موسى بن عثمان بن حازم الحازمي الهمذاني، ومنهجه فيه. وقد رجع إلى مؤلفات الحازمي والمصادر عن جغرافيا جزيرة العرب. واستهل بالتعريف بدراسة المواضع بوصفها نوعًا من الدراسات الإسلامية المعنية بدراسة الأماكن التي تعين معرفتها على فهم القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، وما ورد في آثار الصحابة ومن تبعهم. فقد ذكر أن القرآن الكريم احتوى على أسماء مواضع أمم أهلكها الله كبلاد الحجر والأحقاف والرّس والأيكة، وذكر أمكنة شعائر الحج كالصفا والمروة وعرفات، وأشار إلى مواقع لها صلة بتاريخ الإسلام مثل بدر، وحنين، كما ورد في نصوص الحديث الشريف أسماء مواضع تتصل بتحديد مواقيت الحج والعمرة المكانية، وأمكنة حدود الحرمين الشريفين، وهناك أيضًا مواضع الغزوات، ومواقع السرايا، وأمكنة الفتوحات الإسلامية. وقد حفل الشعر العربي بذكر أسماء المواضع، واتجه علماء المسلمين في دراساتهم الجغرافية إلى تحديد المواضع خدمة لفهم النصوص الشرعية، ولإطلاع الإنسان على سعة ملكوت الله، وعظم مخلوقاته للعظة والعبرة. وكان عمل ياقوت الحموي في "معجم البلدان" مثالاً واضحًا في هذا المجال، ألّفه - كما ذكر في مقدمته - إثْر سؤال وُجِّه إليه عن موضع جاء في الحديث النبوي اسمه حَباشَة. ثم تحدّث الكاتب عن الحازمي الذي عُني أيضًا بذكر ما اتفق لفظه وافترق مسمّاه من الأمكنة التي ينتسب إليها نفر من الرواة، والمواضع المذكورة في مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه وقطائعه، ومغازي أصحابه والولاة بعدهم مرتبًا معجمه على حروف المعجم وذكر أيضًا من البقاع المأثورة في أيام العرب ووقائعها من غير استقصاء لذلك ما له مدخل في الأخبار، أو اتصال بالأمكنة المأثورة في الحديث، مستخدمًا شواهد من الشعر، أو من ذِكْر إمام ينسب إلى الموضع. وأوضح الباحث أن معالجة الحازمي للموضوع المبحوث قد أسهمت في الضبط اللغوي للأمكنة المتشابهة في الخط مثل: أُبُلَّة، وأُيْلَة وأثْلَة، ورأى أنه أخذ من مصادر دون أن يوثقها، وقد نقل ياقوت عنه وصحّح له.
|
|