الاعداد السابقة
|
تناولت الدراسة الترويح بغية توضيح أثره وأهميته في حياة المجتمع من خلال دراسة وظائفه الاجتماعية، والثقافية، والبدنية، والاقتصادية، والسياسية. وقد رجع فيها إلى الكتب والمقالات والأطروحات التي تناولت الموضوع. وقد مُهِّد لها بمعالجة مصطلح الترويح ومفهومه، وذكر أنه في العربية يوجد ستة ألفاظ تغطي فكرة الترويح أو غياب العمل من زوايا مختلفة وهي: فراغ، ولعب، وراحة، ولهو، وتسلية، وظرف. ويركز معنى اللفظ الأول على مفهوم الوقت؛ لأن النشاطات الترويحية أو الترفيهية تعني نشاطات وقت الفراغ، أما مفهوم اللفظ الثاني فيركز على الجدية أو عدمها؛ لأن الاستمتاع ينطوي على التحرر من الجدية. وأما مفهوم اللفظ الثالث فيشير إلى حصول الراحة بعد التعب، والجهد، والعمل الجاد. وأما مفهوم اللفظ الرابع فيشير إلى أن اللهو هو تبديد وقت العمل فيما هو غير جدي أو مفيد، وجعل الهزل مكان الجد. وفي اللفظ الخامس تمثّل التسلية عكس الضيق، ويضفي هذا المفهوم مضامين نفسية إلى فكرة الترويح أو الترفيه، ويقصد بالتسلية إدخال البهجة والحيوية إلى حياة الفرد بعد كآبة وضيق مكدِّر. ويقصد باستخدام اللفظ السادس أي الظرف أسلوب من التصّرف أو السلوك يعكس عادة نوعًا من المزاح الخفيف الذي كان يقوم به قديمًا في الحياة العربية الظرفاء الذين عرفوا بالهزل في شتى جوانب شخصياتهم وحياتهم، في فكرهم، وملبسهم، وسلوكهم العام والخاص. وخلص الباحث إلى أن هذه المعاني في مجملها تعكس مفهوم الترويح على أساس أنه مفهوم فلسفي، وخلقي، ونفسي، واجتماعي، وصحي. كما أن المجتمعات الإسلامية تشارك معظم المجتمعات البشرية بنوعين من الترويح: ينبع أحدهما من الأعراف والتقاليد والقيم المحلية، ويأتي الآخر من خارج حدود المجتمعات الإسلامية، وأعرافها، وقيمها مما ينبغي نبذه كالقمار ولعب الميسر وألوان الترفيه المحرّمة شرعًا.
|
|