الاعداد السابقة
|
يتطرق الكاتب لحضارة العرب قبل الإسلام التي جاءت نتيجة خبرات وتطورات وثمرة ماض طويل، ثم تحدث عن اعتماد التأريخ للجاهلية على مدونات عبرانية، ومؤلفات يونانية، وفارسية، وسريانية، ولاتينية، وأشار إلى ما في المدونات العبرانية والفارسية من بعد عن الحقيقة، وهيمنة الخيال على المدونات اليونانية، والسريانية، كما يبدو بوضوح في الإلياذة اليونانية، وقصة مغارة الكنز السريانية، ثم تطرق لمشكلة غياب التدوين في العصر الجاهلي، حيث يبدو أن غالبية أهله لم تكن لهم كتب مدونة في تاريخهم، ولم تكن عندهم عادة تدوين الحوادث وتسجيل ما يقع لهم في كتب وسجلات، بل كانوا يتذاكرون أيامهم وأحداثهم وما يقع لهم، ويحفظون المهم من أمورهم، مثل الشعر حفظًا، ولأن إمكانات الذاكرة الداخلية محدودة فقد ضاع الكثير من الأخبار بتباعد الزمان ووفيات شهود الحوادث، ثم تعرض لاندثار معالم مادية ذات قيمة في تأريخ حياة العرب في الجاهلية كالمواد المنزلية والأدوات، بل أجساد الموتى وبقايا الحيوان في صحراء تعصف بها الرياح وتشتد بها الحرارة وتزحف فيها الرمال، كما أن وقائع الغزو والمعارك قد أزالت الكثير من الأطلال، كما تطرق إلى حاجة المشتغل بالتأريخ للأسانيد والشهادات والبيانات حول الحوادث الماضية التي يدخل فيها أشخاص، وأخبار، ومصالح، وآراء ووقائع، والكتابة عن أي من هذه العناصر قد يشوبها شائبة، فالأشخاص مثلاً يحيط بهم الحب والبغض، والرغبة والرهبة، والتأييد والمعارضة، والأخبار كذلك قد يعتورها الصدق أو الكذب، والوضوح أو الغموض وهكذا. وخلص إلى أن التأريخ للعرب في الجاهلية ليس عملية يسيرة وتواجه المشتغل به عقبات كثيرة.
|
|