تناول الباحث الأثر الاقتصادي لمتحصلات الحج في ميزان المدفوعات السعودي في أواخر القرن الرابع عشر الهجري، وهدفه الكشف عن جنسية الحجاج المسلمين وجنسهم في الفترة المدروسة، وتحديد أثر هذين المتغيرين في الدخل الاقتصادي للمملكة، واستندت الدراسة إلى ثلاث فرضيات، هي: ارتباط ازدياد الدخل القومي للمملكة من الحج بازدياد عدد الحجاج، وارتفاع مستوى الدخل الفردي لهم، وتناقص نسبة الزيادة في الدخل القومي من الحج مع تناقص الحجاج المنتمين إلى أصحاب الدخل الفردي المرتفع، وتقارب نسب الجنس بين حجاج الدول ذات الدخل الفردي المرتفع أكثر منه بين الدول ذات الدخل الفردي المحدود، ولهذا رجع الكاتب إلى بيانات وزارة الداخلية السعودية عن أعداد الحجاج القادمين وجنسياتهم وجنسهم، وبيانات مؤسسة النقد العربي السعودي عن متحصلات الحج، واقتصرت الدراسة على الفترة الممتدة بين سنتي 1381و1399هـ، كما اقتصر تحليل بيانات الجنس على الفترة الممتدة بين 1385-1395هـ، وقد وجد أن النسبة الكبرى من الحجاج كانت من الهنود والمالاويين والعرب، وقد كان للتنوع في جنسيات الحجاج أثر في تنويع قوة مصدر الدخل من الحج لسكان المملكة قبل تدفق موارد النفط، وكانت نسبة زيادة الحجاج بين سنتي 1383و1392هـ نحو (14?) سنويًا، ويلحظ تدني أعداد الحجاج القادمين من الجمهوريات الإسلامية الآسيوية، والصين، ووجد الباحث الارتباط بين زيادة متحصلات الحج وانتماء الحجاج إلى أصحاب الدخل المتوسط والمرتفع مثل حجاج الإمارات العربية المتحدة وإيران والكويت، ولكن زيادة عدد الحجاج من ذوي الدخل المحدود كانت أكثر من زيادة الحجاج من ذوي الدخل المرتفع في سنوات زيادة إسهام دخل الحج في ميزان المدفوعات السعودي، مما يدحض صحة الفرضية الأولى، ووجد أن تحسن مستوى الدخل في الدولة يؤثر في عدد الحجاج القادمين منها، وأن تذبذب الدخل في الدولة رتفعة الدخل لا يؤثر في عدد الحجاج القادمين منها، كما وجد زيادة أعداد الحجاج الذكور على الإناث، وبالتالي زيادة تأثير المجموعة الأولى في الدخل العام في المملكة