الاعداد السابقة
|
دراسة أثرية للسد الذي أقامه معاوية بن أبي سفيان في الطائف، وقد رُجع في إعدادها إلى الدراسات التاريخية والأثرية المتصلة بموضوعها، ويعنى الباحث بدراسة إنشاء هذا السد والنقش الذي يحمله وأهميته، وشخصية بناة السد. وكان محمد حسين هيكل قد زار الطائف سنة 1936م، وزار منطقة السد فيها، ورأى الكتابة عليه، وذكر أن عبدالله باناجة من الحجاز قد صوّرَ تلك الكتابة في بداية القرن العشرين الميلادي، وتنص الكتابة على السد وحوله أنه أمر ببنائه عمرو بن العاص بأمر من أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان. وقد سُمِّي السد بأسماء مختلفة مثل سدّ العياد، وسد سيسد، والنقش عليه من ستة سطور مكتوبة بالخط الكوفي المنقوط، وتبلغ مساحته 70*130سم، وينص على أن « هذا السد لعبدالله معاوية، أمير المؤمنين، بناه عبدالله ابن صخر ــ بإذن الله ــ لسنة ثمان وخمسين، اللهم اغفر لعبدالله معاوية، أمير المؤمنين، وثبته وانصره ومتع المؤمنين به، كتبه عمرو بن حباب »، ويعتقد أن عبدالله بن صخر المشار إليه هو معاوية نفسه وصخر هو اسم أبيه، وقد عرف عن معاوية اهتمامه بالسدود ولوحظ أن النقش لم يسمّ السد، وبالنسبة للتسميات المشار إليها آنفًا، فيعتقد أنه قد أطلقها سكان منطقة الطائف المتأخرين على السد، و (ساي) أو (سي) في التسمية « سيسد» و «ساي سد» فارسية الأصل وتعني ثلاثة، والإشارة هنا إلى السدود الثلاثة التي ذكرها الزركلي. والخلاصة أن النقش على السد ذو أهمية خاصة لدارسي تطور الخط العربي بوصفه أقوم نص عربي منقوط يعود إلى سنة 85هـ، وأن اسم السد واسم بانيه واسم كاتب النقش عناصر ما زالت بحاجة إلى بحث وتقصّ.
|
|