الاعداد السابقة
|
يتناول الكاتب التماسك الاجتماعي في الإسلام مستهدفًا بيان مكانته وأهميته والمؤشرات الدالة عليه والعوامل المؤثرة فيه ونتائجه، وقد رجع لكتاب الله العزيز وأحاديث رسوله صلى الله علية وسلم وإلى الدراسات الإسلامية ودراسات علم النفس الاجتماعي. وقد بدأ ببيان أهمية التماسك الاجتماعي في العصر الحديث، وعرف الجماعة وأهدافها ومظاهر تأثير الجماعة، ثم تناول بيئة الفرد الاجتماعية والأدوار الاجتماعية، ومما يحدد دور الفرد نوع النشاط الذي تتوقعه منه الجماعة، ثم عرّف التماسك الاجتماعي بوصفه الرباط الذي يربط أفراد الجماعة ويبقي على العلاقات القائمة بينهم، وقد عرض سبعة معانٍ للتماسك الاجتماعي، وهي جميعًا تشير إلى السلوك المنسجم معها ومقاومة التخلي عنها، وتماسك الجماعة يؤثر ويتأثر بعوامل أخرى كأهدافها، وقيادتها. ومن المؤشرات الدالة على التماسك الاجتماعي التعبير عن شعور الجماعة، ومدى تكاتفها واتحادها في وجه الأزمات أو التهديدات التي تتعرض لها، واتباع الجماعة لمعاييرها، ومدى شعور الأعضاء بالرضا عن الجماعة والرغبة في المشاركة في وضع الخطط والبرامج المؤدية لتحقيق رسالتها، وفي وضع معايير الجماعة وتحديد نمط القيادة فيها، ودعم الروح المعنوية لها، وناقش جاذبية الجماعة لأعضائها ومصادرها وبخاصة الجماعة ذاتها، ومساعدتها للفرد لتحقيق أهدافه وتناول تصوّر التماسك الاجتماعي في الإسلام ووصفه بأنه تصور كلّي شامل ومتكامل عن جوانب الحياة كافة، ومتسم بالواقعية والتناسق، وأوضح أن الإسلام يبني هذا التماسك على قواعد من وحدة العقيدة والتعاون والعدل والحق والخير والإنصاف والتعارف في حدود منهج الله ــ تعالى ــ وشرعه، وأن الإسلام يسعى لبناء المجتمع المتّصف بالوحدة والتماسك والقوة والاستمرار والإسهام في البناء الحضاري العالمي.
|
|