الاعداد السابقة
|
يتناول الكاتب أسس الحضارة الإسلامية، ويهدف إلى التعريف بها وبأهميتها خاصة: القرآن الكريم، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسنته الشريفة، وأمة العرب، واللغة العربية، والشعوب التي اعتنقت الإسلام، والإطار الجغرافي. ومن أهم مصادره التي رجع إليها: كتاب الله تعالى، وكتب التاريخ والحضارة الإسلامية. واستهل بتناول الأساس الأول والأهم للحضارة الإسلامية ألا وهو القرآن الكريم الذي نبعت منه الحضارة الإسلامية، وحفظه الله ــ سبحانه وتعالى ــ من أي تحريف، وصدق الله وعده بقوله تعالى: {إنَّا نّحًنٍ نّزَّلًنّا الذٌَكًرّ وإنَّا لّهٍ لّحّافٌظٍونّ}، [سورة الحجر الآية: 9] وفيه خير البشرية من الناحية الروحية والعقلية والاجتماعية، وفي تعاليم القرآن سعادة البشرية، فهو ينظم حياة المجتمع على أسس سليمة تضمن له الأمن والرخاء والإخاء والحرية والمساواة، ويُنصف المرأة ويؤكد حقوقها وواجباتها. ثم تناول الكاتب السيرة النبوية الشريفة، الأساس الآخر الذي استوحته الحضارة الإسلامية، وبهذه السيرة اهتدى المسلمون، وأخذوا القدوة الصالحة. وتمتاز السيرة بأنها محيطة بجوانب الحياة ومراحلها. ولقد اختص علماء كثيرون بتدوين السيرة ودراستها مبلِّغين عنه صلى الله عليه وسلم إلى الأجيال المتلاحقة بعده. ثم تناول الكاتب الأساس الثالث للحضارة الإسلامية وهو أمة العرب التي ينتمي إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، فالعرب تلقوا دعوة الإسلام، وآمنوا بها، وجاهدوا في سبيل الله ودخل الإسلام أقطار كثيرة. وقد طبعت الحضارة الإسلامية بطابع العرب. ثم تناول الكاتب اللغة العربية، لغة القرآن الكريم بما فيها من سمو وخصائص مميزة. ثم تناول الشعوب الإسلامية وما كان لها من أثر في تكوّن الحضارة الإسلامية التي وجدت في الديار التي فتحها جيوش المسلمين، وناقش الإطار الجغرافي للحضارة الإسلامية الذي امتدّ من الهند شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا، ثم تطرق إلى التأثيرات الأجنبية في الحضارة الإسلامية حيث أفادت من الخبرات البشرية لأمم الديار المفتوحة والأمم المعاصرة. وإجمالاً فإن الحضارة الإسلامية غنية بمقوماتها الذاتية، وبما فيها من روح الابتكار، وقد ظلت على مرّ العصوروعلى الرغم من الاتصالات بالشعوب والحضارات الأخرى حضارة عربية إسلامية ذات هوية مميزة سامية، وكانت اللغة العربية بميزاتها أداة تعبير دقيق عن متطلبات هذه الحضارة، ووعاءً صالحًا لثقافاتها وخبراتها.
|
|