الاعداد السابقة
|
عالجت المقالة جهود تيسير الكتابة العربية، وهدف كاتبها إلى "تتبع المحاولات التي بُذِلت لتيسير الكتابة العربية في الإطار العربي"، سواء من جانب مؤسسات جامعة الدول العربية، أو المجامع العلمية واللغوية العربية، وهو يعرض الموضوع بإيجاز. وقد تطرق في بداية دراسته إلى المؤتمر المنعقد في بيت مري في لبنان سنة 1947م، حيث عالج مشكلات الكتابة العربية، ونظر خبراؤه في صور الحروف الهجائية، وتبسيط نظام الشكل، وقواعد الإملاء. وقد ذكر أنه في عام 1960م خصص مجمع اللغة العربية في القاهرة اجتماعاته لاختيار أوائل الحروف الطباعية، وبعض أواسطها وأواخرها، ولما شرع الجهاز الإقليمي العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار في تناول تيسير الكتابة العربية شكل لجنة لهذا الغرض مكونة من ممثلين عن جامعة القاهرة، ومن الجهاز نفسه، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة، وكلية الألسن، وأفضت مناقشات اللجنة للموضوع إلى اختيار ست وستين صورة للحروف، ويصل عددها بعد إضافة التطاريف إلى بعضها إلى إحدى وثمانين صورة؛ وكان محمود تيمور قد قدّم اقتراحًا إلى مجمع اللغة العربية سنة 1951 م بأن يمثل كل حرف من الحروف الهجائية بصورة واحدة أينما كان موقعه من الكلمة، وقد جعل المجمع هذا الاقتراح أساسًا لكل محاولة لتيسير الكتابة العربية. وقد قدّم الكاتب مجموعتين من الحروف، تمثل إحداهما صور الحروف الهجائية التقليدية في مواقعها المختلفة من الكلمات، وبلغ عدد تلك الصور (119) صورة، وهي مقتبسة من صندوق جمع الحروف العربية غير المشكولة بالهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، وتمثل المجموعة الأخرى صور الحروف المكونة من(81) صورة، وقد أوصت اللجنة بإجراء تجربة ميدانية غايتها البحث عن صور أفضل للحروف الهجائية، وتنفيذ ما يتوصل إليه منها في عمليات القراءة والكتابة والطباعة، والالتزام باعتماد صورة لكل حرف أينما كان موقعه في الكلمة بحيث لا تتجاوز (32) صورة مراعاة الاختصار، وقد أثبتت التجربة الميدانية الاستكشافية نجاع استخدام مجموعة الاثنين والثلاثين حرفًا.
|
|